The Car
The Car


كتاب The Car .. الحرية فوق أربع عجلات

محمد الشماع

الإثنين، 28 مارس 2022 - 07:02 م

صدر مؤخرًا للصحفي البريطاني الشهير، بريان أبليارد، كتاب جديد بعنوان «The Car» أو «السيارة»، والذي يحكي ما أحدثته صناعة السيارات من تأثيرات ثقافية وبيئية وسياسية في حياة البشر خلال 135 سنة، هي كل عمر وجود السيارة على الأرض. 


وكتاب أبليارد ليس رثاءً ولا احتفالًا لكنه اعتراف بالتغيرات التي حدثت في نمط حياة الإنسان وشكل المدن والعالم كله بعد أن بدأ الإنسان في تصنيع السيارة، مشيرًا إلى أن تاريخ تلك الصناعة يسير جنبًا إلى جنب مع تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الدولة التي يتناسب تفوقها وتراجعها مع تفوق وتراجع إنتاج السيارات فيها. ورغم أن الكاتب يركز على أمريكا فهو لا يخجل من أن يصرح بأنه ليس من المعجبين بالسيارات التي أنتجتها الولايات المتحدة، مع استثناءات قليلة جدًا.


من الصعب تحديد شخص أو جهة ما لننسب لها صناعة أول سيارة، لأن صناعة السيارات ارتبطت بالعديد من الاختراعات التي تزاحمت في منتصف القرن الـ18، ولكن الكاتب البريطاني المولود في المدينة الصناعية الكبرى «مانشستر» سنة 1950، يتحدث عن كثير من أصحاب المصانع المميزة، والمصممين المبدعين الذين ابتكروا وغيروا في شكل وجوهر السيارات طوال تاريخها.


ويركز أبليارد على شخصين أمريكيين وهما: هنري فورد، وألفريد سلون، الرجلان اللذان يقفان وراء شركتي «فورد» و«جنرال موتورز » وقد ترأسا أكبر شركتين لتصنيع السيارات في العالم، فقد كان فورد صاحب رؤية لا يمكن التنبؤ بها، وقد استثمر كل طاقته لإنتاج سيارات أكثر اعتمادية ونفعية، أما سلون فكان رجل أعمال أقل سخاءً ويكاد يكون مجهول الهوية، واستند نجاحه إلى التنويع والتسويق، وقد دخلا في تنافس كبير مع الأوروبيين، ولكنهما أثبتا تفوقًا واضحًا على المنتجين الأوروبيين.


في العام 1932 كانت بريطانيا أكبر مصنع للسيارات في العالم، وبحلول الخمسينيات من القرن الماضي أصبحت أكبر مصدر للسيارات في العالم، ولكنها بعد ذلك فشلت في الابتكار خصوصًا في عمليات التصنيع، وأصبحت واقعة تحت تأثير إجراءات صناعية كارثية. أما ألمانيا فكان أداء مصانع السيارات لديها أفضل بكثير، حيث احتلت «فولكس فاجن» سوق السيارات الصغيرة، وسيطرت «بي إم دبليو وأودي ومرسيدس» على الجودة، بينما أحدثت اليابان ثورة صناعية كبيرة.


رسم أبليارد صورة لتطور الحركة بالسيارات، وقال إنه في بداية تصنيع السيارات كان الناس لا يزالون مقيدين بشدة في تحركاتهم، فلم يكن من السهل الخروج بالسيارة خارج المدن الكبرى، ولكن الطرق مهدت لهم ذلك، ما جعل سكان المدن في امريكا - على وجه الخصوص - على اتصال مع كل المدن الأخرى بشكل أيسر وأسهل، ولكن الأزمة أنها جعلت الإنسان متصلاً، بالصحراء والبراري والغابات، وهي الاماكن التي لم تلوث بعد، فلوثها بكل تأكيد.
السيارة كذلك وفرت لبني البشر استقلالية للأفراد وجعلتهم يشعرون بحرية الحركة، بل جعلتهم يشعرون بحرية شخصية أكثر، الأمر الذي يجعل الإنسان مقيدًا في الاختناقات المرورية مثلاً كشيء مفروض عليه. 


يقدم أبليارد في كتابه عرضًا سريعًا للتنمية الصناعية، ويقوم - مثل الروايات - بصناعة حبكة درامية في منتصفها يسعى لإبراز الأزمة التي صنعتها السيارة للإنسان، من خلال الحوادث التي قد تنهي حياة البعض وكذلك التلوث الذي تنتجه السيارات، ولكنه في النهاية يخلص إلى أن جميع مصممي ومصنعي السيارات «صنعوا أسلوب حياة يستحق العيش».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة